يحبّ الطلاب بصفة عامة اللعب في وقت الدراسة وفي وقت الراحة، وكلما انخفضت أعمار الطلاب فإن ميولهم للعب تكون أكثر من الطلاب في الفئات العمرية الأكبر. الصغار عندهم القدرة على اللعب ربما طوال الوقت ويقول بعض علماء النفس أن الصغار وظيفتهم في تلك المرحلة العمرية هي اللعب، واللعب وفقاً لما يقوله علماء النفس هو الطريقة المثالية للتدريس عبر أساليب تعليمية عملية وتفاعلية.
لماذا التدريس بالألعاب؟
التعليم التفاعلي عبر الألعاب ربما يكون أسلوب غريب على كثيرٍ من المُعلمين في وطننا العربي، لكن بإتباع هذا المنهج التدريسي سيتخلص المعلم من كون اللعب عملية مضادة للدراسة، على العكس الألعاب تكون وسائل جذابة وأشكال جديدة لتوصيل المعلومات.
المعلومات التي يحصّلها الطلاب عبر التعليم عن طريق الألعاب تزيد من تحفيز الطلاب على الدراسة أكثر وتزيد من قدراتهم على الفهم بشكل عملي مستقل بعيداً عن الاستعانة بالمعلم. كما أنه يكسر الملل الدراسي ويجعل من الدراسة عملية ممتعة، لكن ماذا يعني هذا من الناحية التطبيقية وبشكل عملي؟
كيف نبدأ؟
بدايةً يجب أن تكون اللعبة المستخدمة مناسبة لمستوى الطلاب ولموضوع الدرس الذي تشرحه، مثلاً كمدرس لغات أجنبية تقوم بشرح الجنسيات يمكنك أن تستخدم لعبة المنطاد الموضحة أدناه وفيها يقوم الطلاب بسؤال بعضهم البعض بالإنجليزية عن الأشخاص في الجدول ويجيب الطالب الآخر ويوضح إلى أي منطاد ينتمي الشخص، وكل هذا باللغة الأجنبية.
يجب على هذه اللعبة وأي لعبة يقوم المعلم بتوظيفها في الصف الدراسي أن تدعم الشرح، وتثبّت المعلومات عند الطالب، ولا تقوم باختبار الطلاب، كما يجب أن تقوم اللعبة على التفاعل بين الطلاب – إذا كانت لعبة تقليدية وليست إلكترونية – بحيث يصحح الطلاب لبعضهم البعض.
إذًا بشكل عام كمدرس يجب أن تصمم اللعبة المناسبة لكل صف من حيث المستوى والمحتوى، ثم تقوم بإدراج اللعبة ضمن الحصة، وهناك الكثير من المواقع التي يمكن أن تساعدك على الحصول على ألعاب مثل:
لكن ماذا عن المواد الدراسية الأخرى؟ هل يمكن توظيف الألعاب في إطار دراستها؟
مزيد من الدراسة، مزيد من اللعب
هناك الكثير من الألعاب الشهيرة التي أصبح المعلمون يستخدمونها في الصفوف الدراسية، على سبيل المثال قام المُدرس الأمريكي دان بلوم بالكتابة عن نجاحه في تدريس مادة الأحياء لطلاب المرحلة الثانوية باستخدام لعبة Minecraft، والشركة المنتجة للعبة أطلقت مؤخراً نسخة تعليمية لتناسب احتياجات المعلمين لهذا الغرض يمكنك الاطلاع عليها على موقع MinecraftEdu.
الأمر لا يتوقف عند Minecraft، حيث قام مدرس التاريخ الأمريكي زاك جيلبرت باستخدام اللعبة الاستراتيجية Civilization IV لشرح التاريخ لطلاب المرحلة الإعدادية، وإن كانت هناك انتقادات للعبة من حيث عدم دقتها في إظهار الحضارات التاريخية القديمة.
الخلاصة..
أي كانت المرحلة الدراسية التي تقوم بالتدريس لها أو المادة الدراسية المتخصص فيها، هناك الكثير من ألعاب الكمبيوتر أو الألعاب التقليدية التي يمكنك استخدامها لتشجيع الدراسة وكسر الملل وزيادة المتعة أثناء الدراسة، فقط ضع في اعتبارك ألا تغفل هذه الملاحظات:
أن تجرب أنت أولاً اللعبة بنفسك وتتأكد إن كانت مناسبة للطلاب.
يجب أن تكون اللعبة مرتبطة بموضوع الدرس أو بإحدى النقاط الواردة به، وألا تكون فقط من أجل اللعب.
كن دائماً مستعداً لشرح الأهداف العلمية أو الدراسية التي ستقدمها للطلاب في أي وقت يباغتك فيه مدير المدرسة أو مفتش الوزارة!
في النهاية أتمنى أن تجد تلك المعلومات مفيدة لكي تبدأ في تنمية مهاراتك التدريسية والبدء في نمط تدريسي جديد. إذا كان لديك أي أفكار أخرى من فضلك لا تتردد في مشاركتها معنا في التعليقات.