حذّرت معالجة نفسية متخصصة في المشاكل الجنسية من أن هناك ارتفاعا في أعداد الشباب صغار السن الذين يعانون من ضعف الانتصاب، وذلك نتيجة مشاهدة المواد الإباحية على الإنترنت.
ويطلق على ضعف الانتصاب أيضا "العنة" (erectile dysfunction)، وتعرف بأنها عدم القدرة على الوصول للانتصاب والحفاظ عليه لدى الرجل، وهي حالة شائعة للغاية، إذ تقول الخدمات الوطنية للصحة في المملكة المتحدة إن نصف الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين أربعين وسبعين عاما سيعانون من درجة معينة من العنّة.
وتقدر المؤسسات الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الأميركية أنه في أميركا -على سبيل المثال- يوجد ثلاثون مليون رجل يعانون من درجة ما من العنة، وأن 4% من الرجال في الخمسين من العمر، وأن 17% من الرجال في الستين يعانون من فقدان كامل للقدرة على الوصل للانتصاب والحفاظ عليه، وتقفز هذا النسبة إلى 47% لدى الرجال الذين جاوزا عمر 75 عاما.
والشيء الخطير في التحذير الجديد الذي أطلقته المختصة في الخدمة الصحية البريطانية أنجيلا غريغوري -في تصريح لبي بي سي- أن المزيد من الشباب الذين هم في أواخر سنوات المراهقة وفي بداية العشرينيات من العمر يعانون من ضعف الانتصاب.
والملفت هنا أن مشكلة العنة ترتبط عادة بالتقدم في العمر، وذلك نتيجة إصابة الشخص بأمراض معينة مثل أمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسكري.
أما أن تصيب العنة الشباب الصغار، الذين لا يعانون من مشاكل مرضية فيسيولوجية، فهذا هو الملفت، بينما يرى مختصون أن المشكلة هنا تكون نفسية نتيجة آلية الإدمان على مشاهدة المواد الإباحية.
إذ ألقت المختصة غريغوري باللائمة على إدمان الأشخاص المواد الإباحية عبر الإنترنت، وهو أمر أشار إليه مختصون آخرون تكلموا عن المشكلة نفسها.
ويقول أطباء إن آلية حدوث ضعف الانتصاب الناجم عن مشاهدة المواد الإباحية قد تنجم عن أن دماغ الشخص يصبح متعودا على نمط معين وعالٍ من الإثارة الجنسية، وهو أمر لا يحدث في المعاشرة الطبيعية؛ وبالتالي لا تصبح الأخيرة قادرة على إثارته، مما يقود لضعف الانتصاب.
وينضم هذا التحذير إلى قائمة يبدو أنها تطول يوما بعد يوم من آثار مشاهدة المواد الإباحية؛ منها تعطيل حياة الشخص وتأثيرها على دراسته وعمله، وتأثيرها على حياته العاطفية وعلاقته مع زوجته.