يعتقد البعض أن ما هي الحياة الجامعية إلا حضور المحاضرات وأداء مجموعة من التكليفات التي تدل على التطور في المستوي التعليمي، ثم أداء الامتحانات في نهاية الفصل الدراسي، هذا غير صحيح فهناك الكثير من الأشياء المميزة والبالغة الأهمية التي يجب أن يفعلها الطالب الجامعي أهم من الدراسة في الجامعة، ولا نقلل هنا من شأن الدراسة ولكن لا شك أن الطلاب يذهبون للجامعة للدراسة فهذا أمر مفروغ منه، أما هذه الأنشطة فهي التي تنقلك من مرحلة المراهقة إلى مرحلة النضج ومعرفة العالم الحقيقي ومن خلال هذا المقال سنتعرف على مجموعة من الأشياء التي لا غنى عنها لأي طالب جامعي.
العمل التطوعي
يكاد يكون العمل التطوعي هو أحد أهم أسباب قبول المتخرجين حديثاً في العديد من الوظائف الجيدة، تخيل نفسك مكان صاحب العالم ولديك الآلاف من حديثي التخرج المتقدمين لشغل إحدي الوظائف، أيهم ستختار ولماذا؟
بدون تفكير طويل ستختار بلا أدنى شك ذلك الذي ساهم في أحد الأنشطة أو الأعمال التطوعية، لأنه رغم صغر سنه إلا أنه استطاع اكتساب خبرة، كما أنه سعى إلى العمل في حد ذاته بغض النظر عن كونه بمقابل أو بدون مقابل، فالعمل التطوعي يصقل وزن المتقدم للوظيفة ويجعله مميزاً عن الآخرين.
كما أنه بلا أدنى شك بوابة أولى للتعرف على العالم الآخر خارج محيط الأصدقاء والأسرة، كما أنه فرصة رائعة للتعرف على أشخاص جدد غالباً من خلفيات مختلفة عنك، وأيضا فرصة جيدة لاكتشاف نفسك ومهاراتك وبالطبع لتعلم الكثير من الأشياء الجديدة.
الأنشطة الجامعية
هل تعلم شيئاً عن الأنشطة في كليتك، هل سمعت من قبل عن اتحادات الطلاب، هل جربت من قبل أن تشارك في مجلة الكلية؟
لا أختلف معك في أن الأنشطة التي تقدمها الكليات لا يتم الإعلان عنها بالشكل الكافي، فغالباً لا يعرف عنها إلا عدد قليل من الطلاب، أما الآن فلا حجة لك فقد أخبرتك بوجودها، إذهب وإسأل عنها وشارك فيها واستمتع بالحياة الجامعية كما يجب أن تكون، إذا كنت تمارس الرياضة فيمكنك أن تشارك في فريق الجامعة في الرياضة المفضلة لديك وتنافس على البطولات.لما لا!
أما إذا كانت لديك مواهب تمثيلية فمكانك هو مسرح الجامعة، وستجد في سيرة أشهر نجوم التمثيل حكايات مؤثرة عن كيف تخرجوا من مسرح الجامعة وكيف ساعدهم كثيراً في شغفهم.
ليس لديك مهارات فنية ولكن لديك مهارات قيادية، إذًا فمكانك مع إتحاد الطلبة في الكلية، فقط ابحث وستجد شيئاً ما يناسبك وإذا لم تجد، اصنع شيئاً لنفسك.
خذ جولة في الجامعة
لا تكن كالموظف الروتيني الذي يرتدي ملابسه كل يوم ليذهب للعمل قاصداً مكتبه ولا يعرف شيئاً عن زملائه في المكاتب المجاورة ولا يعرف أن لشركته طابقين في نفس المبنى.
تخرجت من كلية الإعلام ولكن أحلى ذكرياتي وأوقاتي قضيتها مع زملاء لي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، حيث كنت أشارك في نماذج المحاكاة الطلابية والتي كانت عبارة عن تقليد لمنظمة أو هيئة فعلية ذات طابع رسمي مثل جامعة الدول العربية، منظمة الأمم المتحدة أو غيرها، بهدف تعليم الشباب الحياة السياسية وكيفية صنع القرار والمشاركة.
لقد تعلمت كثيراً من خلال هذه النماذج ولدي الكثير من الأصدقاء الذين لا زالت أحتفظ ببعض منهم حتى الآن، كما شاركت أيضاً في أنشطة تقدمها كلية التجارة بالجامعة، فالحرم الجامعي للجميع، تعرف على الكليات الأخرى وانتفع بالخدمات المختلفة التي تقدمها الجامعة فهذه الفرصة لن تكرر كثيراً في حياتك.
الأعمال البسيطة
ينتشر هذه الأيام نموذج الطالب الذي يعمل أثناء الدراسة، ليس لحاجة مادية ولكن لأغراض أخرى، أصبحت المنافسة شرسة جداً هذه الأيام في سوق العمل، ولم يعد اتقان اللغة الإنجليزية واستخدام الحاسوب علامة دالة على نبوغك وتفوقك عن أقرانك، فالأمر تجاوز ذلك بكثير، فالجميع اليوم يتحدث الإنجليزية ويتقن استخدام التكنولوجيا، لذا عليك أن تتعلم شيئاً جديداً ومختلفاً يميزك عن الآخرين.
لا سبيل لتعلم ذلك إلا من خلال ممارسة ببعض الأعمال البسيطة أثناء الدراسة لتتعرف على نفسك ومهاراتك وتختبرها، ولتكن أكثر درايةً بواقع سوق العمل، ما لمانع أن تعمل في تصوير الأوراق في إحدى المكتبات، ما لذي ينتقص منك إذا عملت كنادل في أحد مطاعم الوجبات السريعة ليلاً بعد انتهاء محاضراتك، هذه فرصتك انتهزها لتأخذ قرارت أسرع فيما يخص مستقبلك.
تعلّم لغة جديدة
يحتاج تعلّم لغة جديدة إلى وقت ليس بالقليل، لذا استغل وجودك في الجامعة وابدأ في تعلم اللغة التي تحب أو تحتاج إليها، وقتها ستكون جاهز للالتحاق بالوظيفة التي تبحث عنها فور تخرجك، كما أنك ستتعلم بدون ضغوط، فلديك ما يكفي من الوقت للتعلم والممارسة.
تذكر ببساطة أن الكثير من العباقرة لم يتخرجوا من الجامعة، فالعلم يمكن تحصيله بأي وسيلة لكن هذه الأشياء الآخري لاتجدها إلى في الجامعة.