random
آخر التقارير

إنها عطلة لا عطالة ...إجازة لا جنازة!


يبدو الامتحان بالنسبة للطلاب وحشاً مرعباً يستنزف طاقة الطلاب ويضعهم في حالة توتر وضغط تجعلهم يتركون أي أمر آخر ويلتفتون للدراسة فقط، مما يجعلهم يفوِّتون الكثير من الأمور في الحياة ويركنون مواهبهم وعلاقاتهم الاجتماعية على الرف ريثما تنتهي فترة الامتحان ليأخذوا بعدها قسطاً من الراحة في عطلة هي قصيرة، لكنها ضرورية لشحذ طاقاتهم واستعادة نشاطهم والعودة لمتابعة الدراسة في الفصل الدراسي الثاني.


ولاستغلال هذه العطلة بشكل يضمن أقصى استفادة منها بحيث تكون ليست فترة استراحة فقط ونقاهة بعد الامتحانات وإنما أيضاً فترة استفادة منها وإنجاز لأعمال متراكمة ومؤجلة منذ فترة طويلة، وكثير منا يضع خططاً كثيرة وقائمة طويلة من المهام التي يريدون إنجازها خلال هذه العطلة، ثم تبدأ العطلة برغبة كبيرة في الجلوس والشعور بالفراغ الذي افتقده أثناء الامتحانات وأنه لا شيء عليك لتقوم به أو امتحان تدرس له في وقت محدد مع الشعور بالتوتر والضغط الذي ينتج عن هذا.

سأضع بعض النقاط الأساسية التي يمكن أن تساعدكم في قضاء عطلة مريحة ومثمرة بذات الوقت بحيث تخرجون منها ببعض الفائدة والكثير من النشاط الذي يحفزكم لمتابعة الدراسة، إليكم افكار لقضاء اجازة نصف العام…
1- ضع خططاً منطقية وواقعية لقضاء العطلة
تخرج من فترة الامتحانات وفي ذهنك قائمة طويلة بالمهام التي تريد والتي تراكمت شيئاً فشيئاً خلال أيام الامتحان، وترى أمامك بعد الامتحان ربما أشياء تحبها ولكن أكثر من تلك التي كان عليك مذاكرتها من قبل، وهذا بالطبع سيصيبك بالإحباط ولن تخرج من العطلة بشيء أبداً وتجد أن تلك القائمة لم تنجز منها أي مهمة أو تقوم بأي أمر ممتع.

لذلك من الأفضل أن تكون خططك منطقية وواقعية تناسب وقت العطلة ومدتها.

لا تضع هدفاً مثل إنهاء التحضير لامتحان Tofel مثلاً خلال العطلة التي مدتها شهر أو أقل من شهر مثلاً… أو قراءة عشرة كتب خلال أسبوع!
2- استمتع بعطلتك
ليس لديك أي حجة تمنعك من قضاء وقت ممتع في العطلة، أنت تعرف وحدك ظروفك وتعرف ما الذي يمتعك، فضعه ضمن خططك الشخصية للعطلة… اخرج مع أصحابك للأماكن التي تحبها أو اذهب للسينما أو المسرح… تسكع على الشاطئ أو في الحدائق في مكان خال من الملوثات الهوائية، اخرج مع أصدقاءك وقم بأفعال جنونية تستعيد بها إحساسك بالطفولة.
3- لا تترك العطلة تمضي دون أن تقرأ فيها
غالباً لا تجد وقتاً لقراءة غير كتب الجامعة أو المدرسة وربما المراجع المتعلقة بها، لذلك تبدو العطلة فرصة ممتازة للخروج من مسار الكلية، والقراءة هي أهم ما يمكن أن تعتاد عليه في حياتك العملية والعلمية.

إذا كنت تريد وضع خطة قراءة، فاجعلها متناسبة مع ما تحب من الكتب، ضع عدداً قليلاً من الكتب الكبيرة والفكرية التي تحتاج وقتاً أو روايات وكتب صغيرة خفيفة.

هذه قائمة بسيطة يمكنك الاستعانة بها للاختيار منها بعض الروايات والكتب الخفيفة…
أبي طويل الساقين – جين ويستر.
قصص تلعب مع العالم – محمد الفخراني.
قهوة باليورانيوم – أحمد خالد توفيق.
عقل بلا جسد – أحمد خالد توفيق.
رمش العين – محمد خير.
أصوات – سليمان فياض.
اثنتا عشرة امرأة – يوسف السباعي.
شجرة اللبخ – عزة رشاد.
أقنعة الحب السبعة – عبد الوهاب مطاوع، وأي كتاب آخر له.
ناتالي والبحث عن الرقة – ديفيد فينوكس.
تأملات في عذوبة الكون – أحمد بهجت.
ديوان أحدث الليل – محمد المقرن.
ترانيم في ظل تمارا – محمد عفيفي.
روايات غيوم ميسو.
هي هكذا، كيف تعمل الأشياء؟ – عبد الكريم بكار.
تخلص من عقلك، أن تكون نفسك – للدكتور شريف عرفة.
4- تابع أفلاماً ممتعة ومفيدة
أعتقد أن الأفلام هي أحد وسائل المتعة الكبيرة التي نستطيع الحصول بسهولة، فقط كل ما عليك اختر الفيلم المناسب وابدأ العرض واستمتع… في الحقيقة يمكنك أيضاً أن تستفيد إلى جانب المتعة إن أحسنت اختيار الفيلم، فهناك الكثير من الأفلام الرائعة التي تخرج منها بدرس يغنيك عن تجربة حياتية كاملة ويحفزك للعمل والمذاكرة والسعي نحو أهدافك، وبعضها يبعث في نفسك الثقة فيها من جديد وبقدراتك الكامنة التي تملكها، عدا أنها وسيلة ممتازة لتحسين لغتك الانكليزية.

أفلام ديزني وبيكسر وحدها عالم من المتعة والخيال الخلاب الذي يأخذك إلى عوالم مختلفة ومذهلة في رحلات فانتازية لا تملك إلا أن تقف مشدوهاً أمامها ومذهولاً من روعتها وقدرتها على محاكاة أدق التفاصيل الصغيرة في الحياة وفهمها وعرضها بشكل يسلب قلوب المشاهدين.
5- مارس هواياتك التي أهملتها
الهوايات هي من الأساسيات في حياة الشاب (الشاب والفتاة طبعاً)، وهي كثيرة بكثرة أفكارك وقدرتك على الابتكار، وسبق أن تحدثت عن أهمية ممارسة الهوايات في الحياة، فمتى سيكون الوقت مناسباً إن لم يكن خلال العطلة؟
6- إذا كنت قادراً على السفر… سافر ولو لمدينة أخرى
أحد الطرق التي تستطيع أن تروّح بها عن نفسك هي السفر، وهو متعة عظيمة وفرصة لاستكشاف الحياة بمنظور آخر، وكسب صداقات جديدة وتقوية شخصيتك خلال هذه التجربة ومعاملة أشخاص من بيئات مختلفة حتى لو كانت من نفس البلد، لكن تبقى البيئات الجغرافية والاجتماعية مختلفة مما يساعد على إغناء ثقافتك وتعزيز مهاراتك في التواصل مع الآخرين المختلفين.
7- جرب أشياء جديدة
اذهب إلى السينما وحدك، أو اركب قارباً للمرة الأولى في حياتك، اعمل بشيء غريب عن جامعتك، قم بأشياء جديدة ومختلفة وعش إحساس المرة الأولى، دائماً المرة الأولى تكون مميزة بكل تفاصيلها وتبعث في النفس مشاعر كثيرة ورائعة وتساعد على تجديد الشغف والنشاط والرغبة في الحياة، فالإنسان بطبعه شخص ملول يكره الروتين ويحب التجديد… انظر في قائمتك الخاصة وتشجع وأقدم على فعل الأشياء مهما كانت غريبة، فنحن نعيش في الحياة مرة واحدة.
8- عزز علاقاتك الاجتماعية
لا بد أن الامتحان جعلك تقلل كثيراً من تواصلك الاجتماعي مع أقاربك وربما مع أهلك في نفس المنزل حتى أنك قد تشتاق لهم وتشعر أنك مسافر عنهم، وربما لو رأيت أحداً من أقاربك في الطريق ماعرفته. فاجعل في العطلة وقتاً مخصصاً لزيارتهم ولتعزيز تواصلك مع عائلتك في المنزل، ربما نسقت لرحلة بسيطة عائلية أو اجتماع على العشاء بشكل مختلف… صدقني هذا سيجعلك تشعر بنشاط نفسي كبير.
9- ابتعد عن كل ما يتعلق بالدراسة
ربما لم تتقدم بشكل جيد في امتحان بعض المواد وتعرف أنك ستضطر لإعادتها، أو تفكر في البدء بتحضير مواد الفصل الثاني كي تكون متفوقاً… اسمح لي أن أقول لك أن هذا يعتبر عملاً ضائعاً ومجهوداً لا فائدة منه، العطلة وجدت لتعطي عقلك بعض الراحة وتمنح نفسك الفرصة لتجديد نشاطك والقيام بأعمال متنوعة أخرى فالحياة في النهاية لا تقتصر على الدراسة، وفترة الجامعة فترة مهمة كي تتعرف على العالم من حولك وتكسب خبرتك من الحياة العملية.
10- لا تقضي العطلة في النوم
أعرف أن هذا يبدو طلباً صعباً وأنه ليس من السهل تجاهل إغراء السرير بعد ليالي السهر الطويلة في المذاكرة أيام الامتحان… لكن صدقني تكفيك ثماني ساعات من النوم أو عشرة على أكثر تقدير والباقي سيكون من ناحية فيزيولوجية مؤذياً لجسمك أكثر من فائدته، ولن تستطيع القيام بأي شيء مما ذكرته لك سابقاً إذا قضيت يومك في النوم.

الأمر الأهم من هذا هو ألا تقلب ليلك إلى نهار ونهارك إلى ليل، فهذا سيجعل جسمك يشعر بالتوتر من التغيير الحاصل ويُشعرك بالتعب والإرهاق ولن تكفيك أي ساعات نوم لتعوّض ما فاتك خلال الليل، وستضطر لأن تعيش ذات التعب حين تعود للدوام الدراسي في الجامعة أو المدرسة.

في النهاية… إنها عطلة لا عطالة، إجازة لا جنازة، كلّ جهد منظَّم له عائد مضاعف بطيء لكنه أكيد المفعول وقليل دائم خير من كثير منقطع ولا بد أيضاً من رسم ملامح اليوم ما بين فقه البدايات والنهايات، والآن، ما عليكم إلا أن تحدِّدوا 3 إنجازات متميزة لكلّ يوم، من أيام العطلة الانتصافية واجعلوها مكتوبة وضعوها في حصَّالة الإنجاز لتتراكم الإنجازات، حتى إذا فتحتم الحصَّالة بعد 15 يوماً وجدتُم 45 إنجازاً متميّزاً.



google-playkhamsatmostaqltradent