ملخصات لخمسة كتب علمية منتقاة.
دماغ الطير: استكشاف ذكاء الطيور
ناثان إيمري آيفي (2016)
منذ التسعينات، يقف ناثان إيمري ـ المتخصص في علم الأحياء المعرفية ـ في صدارة البحوث المتعلقة بذكاء الطيور. وفي هذا الاستعراض المصور بشكل رائع للعلوم الإدراكية، وعلم سلوك الحيوان، والمناقشات الحادة حولهما، يغطي إيمري كل ما يتعلق بـ«القرد ذي الريش». يقارن أدمغة الطيور بأدمغة الثدييات؛ ليكشف أوجه التشابه الوظيفي في علوم التشريح المتفاوتة بينهما (مشبِّهًا إياها بالكعك العادي، والكعك المكوَّن من عدة طبقات، على التوالي)، ويمر في طريقه على الذاكرة المكانية، وفطرة الهجرة، واستخدام الأدوات، وغير ذلك. وإجمالًا.. يقدِّم الكتاب عرضًا بارعًا، بدءًا من رقص طائر Tetrao tetrix على السياج، حتى استدراج البومة من نوع Athene cunicularia إلى الروث.
المريض إتش. إم.: ذكريات، وجنون، وأسرار عائلية
ليوك ديتريش، مطبعة راندوم هاوس (2016)
في عام 1953، أسفرت جراحة تجريبية أُجريت لهنري مولايسون عن فقدان ذاكرة حاد لديه. وقد اشتهرت قصته؛ فسُمِّي بالمريض «إتش. إم.»؛ وقامت سوزان كوركين أخصائية المخ والأعصاب بدراسة حالته لما يقرب من 50 عامًا. يقدِّم ليوك ديتريش ـ حفيد جَرّاح المخ الذي قام بالعملية، ويليام سكوفيل ـ وجهة نظر مختلفة تمامًا. يعطي ديتريش القصة الرسمية روحًا بإضافة سِيَر ذاتية مختلفة بعض الشيء لكل من سكوفيل المضطرب، ومولايسون الذي تضرر بشدة، وأحاديث مع كوركين تكشف عن الكثير، إضافة إلى المشاحنات العلمية التي كانت تحدث خلف الكواليس. وبرغم كون هذا الكتاب مزعجًا بعض الشيء، إلا أنه يحمل في طياته توضيحات كثيرة.
الكتاب
كيث هوستن، مطبعة دبليو دبليو نورتون (2016)
هَيْمَن الكتاب الورقي على المشهد الثقافي، باعتباره الآلة الثقافية التي استخدمها الناس لمدة 1500 سنة. وقد كان هناك سرد تاريخي بارع، ممتع للغاية، عن حضارات بأكملها، قام به كيث هوستن؛ مبيِّنًا فيه تطوُّر الكتابة، والطباعة، والتغليف، والرسم. إنّ ابتكار المواد أمر مبهر، بدءًا من ورق البردي، والجِلْد الرقيق، والورق العادي (الذي يرجع تاريخه إلى القرن الثاني بعد الميلاد في الصين)، حتى الأحبار. وبسِحْر مماثل.. يستعرض مسار تطور تقنيات الإنتاج، بينما يسلِّط بمهارته الكتابية الدقيقة الضوء على ثورة الطباعة التي أحدثها يوهانس جوتنبرج، انتهاءً بمعجزات الطباعة الحجرية الحديثة.
العلم والمدينة: ميكانيكا العاصمة
لوري وينكليس، مطبعة بلومزبيري سيجما (2016)
‹إلى أعلى›، ‹حَوِّل›، ‹رَطِّب›.. تشير عناوين الفصول تلك في كتاب عالمة الفيزياء لوري وينكليس إلى جولة ارتداد رشيق، قادمة في طَيّات هذه المقدمة التي تدور حول انغماس العِلْم في المدن؛ وهو ما يظهر بالفعل في تأمُّلها لتصميم ناطحات سحاب معاكس لاتجاه الرياح، وتقنيات الإمداد بالماء، مثل «شبكات شفط الضباب»، والجسور المصنَّعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وقد يكون العنصر الأكثر تشويقًا في الأمر هو استحضارها لكيفية بناء أنظمة المترو الحديثة، من خلال الغوص بمهارة في التلافيف الكثيفة تحت الأرضية. ربما تثير العناوين الفرعية الغليظة والمصطلحات المهمة الظاهرة بالخط العريض بعضَ الإزعاج، إلا أن «وينكليس» الذكية قد أَدَّت واجبها على أكمل وجه.
سامٌّ
كريستي ويلكوكس، مطبعة فارار شتراوس آند جيرو (2016)
يغوص كريستي ويلكوكس ـ عالِم الأحياء التطورية ـ في بحوث الحيوانات السامة؛ وهي مجموعة تصنيف هجينة شاملة، بدءًا من البلاتيبوس (خلد الماء، أو الفأر الأعمى) Ornithorhynchus anatinus، الذي يُصْدِر سُمًّا يحتوي على 83 مادة سامة، حتى التنين كومودو من نوع Varanus komodoensis، الذي يحوي أحد أصنافه مادة مضادة للتخثر؛ تجعل الضحية تنزف إلى حد الجفاف. ربما يصيبنا الرعب من فكرة الموت إثر لدغة أفعى، إلا أن ويلكوكس يذكِّرنا هنا بأن السموم هي "مكتبات معقدة من الجزيئات"، قد تحمل فائدة طبية، وبذلك.. فإن الحفاظ على تنوعها الحيوي يحفظ أيضًا الثروات الكيميائية الحيوية.