تصنيفات متعددة ومنافسة عالمية:في حين تتعدد المشاريع والمبادرات التي تستقصي أداء الجامعات المختلفة حول العالم، وتتبع ملايين البيانات والمعلومات لتحليلها وتحويلها إلى مؤشرات لقياس مستوى هذا الأداء، سنجد أن لدينا مجموعة متنوعة من التصنيفات العالمية والإقليمية وغيرها من التصنيفات التي تستخدم معايير متنوعة للتقييم، وهو ما يولد اختلافا في مستوى المراكز التي تحققها الجامعات من تصنيف لآخر. لتوضيح ذلك سنختار من بين هذه التصنيفات ثلاثة تصنيفات هي: تصنيف "تصنيف الجامعات بحسب الأدء الأكاديمي" والمعروف اختصارا باسم "URAP"، وتصنيف "تايمز هاير اديوكيشن" "Times Higher Education"، وتصنيف "كيو اس" "QS".
إقرأ المقال من موقع ميدان التابع لشبكة الجزيرة
تصنيف "URAP"
تصنيف "THE"
يتبع تصنيف "THE" للمجلة التي تحمل اسمه، وهي مجلة بريطانية بدأت بإصدار التصنيف منذ عام 2004، ويدرس التصنيف عينة أصغر من التصنيف السابق يصل عدد مؤسساتها إلى 1,200 جامعة من حوالي 88 دولة حول العالم، على أن يتم اختيار أفضل 800 منها لترتيبها في التصنيف السنوي والذي يشمل ترتيب مائتين منها، ثم تصنيف البقية ضمن مجموعة من (201-250) وحتى (1001+)، وذلك وفقا لـ 13 مقياسا يتبعها التصنيف لتحليل أداء هذه المؤسسات، وتندرج هذه المقاييس ضمن أربع مجموعات تغطيها جميعها، وتركز على بيئة التعلم وتحديدا ما يتعلق بنسبة الأساتذة إلى الطلاب، وعدد الحاصلين على الدكتوراه مقابل حملة البكالوريوس، ونسبة عدد درجات الدكتوراه الممنوحة إلى عدد طاقم الموظفين، ودخل المؤسسة وشهرتها عالميا.ولا يقتصر تصنيف "THE" على التصنيف العالمي للجامعات، بل يطرح أيضا تصنيفات أخرى تصنيف بريكس* والاقتصادات الناشئة "BRICS & Emerging Economies Rankings" المتخصص في ترتيب جامعات دول الاقتصادات الناشئة باستخدام نفس المعايير المتبعة للتصنيف العالمي لكن مع اختلاف الدرجة المخصصة لكل معيار، تصنيف الشهرة العالمي "World Reputation Rankings" الذي يقيس مدى شهرة أسماء الجامعات كعلامة تجارية مميزة كفيلة بجذب التمويل والطلاب والأساتذة الموهوبين من جميع أنحاء العالم، وتصنيف الجامعات الحديثة "Young University Rankings" المخصص لترتيب الجامعات حديثة النشأة والتي يقل عدد سنوات تأسيسها عن 50 عاما، وتصنيف الجامعات في آسيا "Asia University Rankings" الجامعات الذي يقتصر على ترتيب الجامعات الآسيوية ضمن قائمة تضم 251 منها.
دول في المقدمة دائما
تشترط معظم أنظمة التصنيف العالمية، التي تعرف سيطرة مؤسسات التعليم العالي الأميركية، المراكز المتقدمة في هذه التصنيفات، ونجاحها في المنافسة العالمية وحصولها على النصيب الأكبر من هذه المراكز، وفي ما يخص التصنيفات الثلاثة السابقة التي تحدثنا عنها، فقد حصلت جامعات الولايات المتحدة على حوالي ثلث المراكز في قائمة أفضل 100 جامعة حول العالم لهذا العام في تصنيفي "كيو اس" و "URAP" ، وإذا أردنا أن نعمم الصورة فقد حققت الولايات المتحدة عددا مقاربا لما حققته كافة جامعات أوروبا في تصنيف "كيو اس" ، وقد وصلت هذه النسبة إلى قرابة النصف في تصنيف "THE" ، يليها المملكة المتحدة والتي حصلت على 16 مركزا في تصنيف "كيو اس" ، ومركزا في تصنيف "URAP" ، وسبعة مراكز في تصنيف "THA" لنفس القائمة، وجاءت أستراليا في المرتبة الثالثة في كافة التصنيفات، حيث حصلت على ثمانية مراكز في تصنيف "كيو اس"، وخمسة مراكز في تصنيف "URAP" ، وستة مراكز في تصنيف "THE" في نفس القائمة.أما على صعيد مؤسسات التعليم العالي في العالم العربي فإن أول ظهور للجامعات العربية في التصنيفات القائمة العالمية تمثل في جامعة الملك عبد العزيز في تصنيفي "THE" و "URAP"، وجامعة الملك فهد في تصنيف "QS"، وبحسب تصنيف "QS" لأفضل جامعات المنطقة العربية، فقد جاءت لبنان ممثلة في الجامعة الأميركية ببيروت في مقدمة الدول في قائمة التصنيف لأفضل 20 جامعة في المنطقة العربية، تلتها السعودية التي حظيت ومصر على أربعة مراكز لكل منهما، وظهرت دول الأردن، وعُمان، وقطر، والعراق، والكويت، والإمارات، فيما غابت الدول تونس، والمغرب، والجزائر، وموريتانيا، والسودان، وسوريا، واليمن، وليبيا، والبحرين، وفلسطين عن القائمة، ويلاحظ من التصنيف أيضا أنه ومنذ بدء إصداره عام 2016 ظلت 19 من هذه الجامعات مسيطرة على القائمة رغم أنها شهدت تغيرا في مراكزها في التصنيف.