ان تعلم اللغة عملية مستمرة لا تقف عند حد، وهذا حال اللغة الانجليزية، إذ يبدأ الطالب في تعلمها ولن ينتهي من اضافة المزيد من المفردات الى حصيلته اللغوية مهما ابدع في هذه اللغة الغنية بمفرداتها والقادرة على التجدد والتكيف واستيعاب المزيد من المفردات بشكل متواصل، لذا يجب علينا ان لا نتوقع ان نتمكن من امتلاك ناصية هذه اللغة بعد المشاركة في دورة تدريبية، سواء في المحادثة او في القواعد اللغوية.
لذا لا يجوز لنا ان نتوقع ان نحسّن من مستوى أدائنا اللغوي بمجرد الالتحاق بدورة للغة الانجليزية، فتعلم اللغة الانجليزية يجب ان يتحول الى ميل لهذه اللغة، ودون وجود هذا الميل والاهتمام، فإنني اعتقد جازما ان كل المحاولات لن تجدي نفعا، وسيكون سقف الانجازات متواضعاً، فمن المعروف ان من عناصر نجاح اي مشروع نقوم به هو الاهتمام والرغبة والحب ايضاً.
ولتعلم اللغة الانجليزية، نجد انفسنا امام خيارات وسبل متعددة، قد تدفعنا للتفكير ملياً قبل اتخاذ قرار بشأن السبيل الامثل لتقوية لغتنا الانجليزية، فأي هذه الافكار والاساليب هو الافضل، ولكن قد يكون كل اسلوب من هذه الاساليب مناسباً وملائماً وفقاً لظروف الطالب الراغب بتعلم اللغة الانجليزية، وكثيرة هي الطرق المنهجية الخاصة بتعلم وتعليم اللغة الانجليزية، إلا انه يمكن القول بثقة أن الطرق غير التقليدية اكثر تنوعا ومتعة وسهولة، وسنستعرض هنا بعض الطرق غير التقليدية والتي نفضل اعتبارها بمثابة نصائح وارشادات لتعلم اللغة الانجليزية.
نشرات الاخبار التلفزيونية:
و لتعلم اللغة الانجليزية، ننصحك بمتابعة نشرات الاخبار الناطقة باللغة الانجليزية عبر الفضائيات المتنوعة وخاصة الناطقة باللهجة البريطانية مثل: BBC او ال DW وهي تقدم نشرات وتقاريراخبارية واجتماعية وثقافية ورياضية، وتزود هذه النشرات المستمع بجملة من الفوائد، أهمها التعرف على لفظ الكلمات التي قد نلفظها بطرق غير دقيقة، او التعرف على مفردة جديدة لا نعرف معناها ولكننا نستطيع لفظها نتيجة لتكرار ورودها في نشرات الاخبار، الامر الذي يساعدنا على حفظها بسرعة وسهولة عند معرفة معناها باللغة العربية.
كما يساعد الاصغاء الى نشرات الاخبار- حتى في حال عدم القدرة على فهم شي منها- على تعود الاذن على تقبل اللغة الانجليزية والاعتياد على الاستماع الى مفرداتها وسيساعد ذلك لاحقا في اتقانها.
الافلام السينمائية:
قد تكون الافلام الامريكية- بغض النظر عن موقفنا منها- مصدرا مهما وملهما لتعلم اللغة الانجليزية بلهجتها الامريكية، وذلك من خلال متابعة الترجمة المكتوبة ومقارنتها بالكلمات التي يلفظها الممثلون، وتتميز هذه الطريقة في تعلم اللغة بما يلي:
يستطيع الطالب ان يتعلم في اوقات رفاهيته وفراغه، اي انه لا يحتاج للجلوس في قاعة الصف من اجل التعلم، بل يستطيع الاسترخاء على مقعده في المنزل ومتابعة تعلمه للغة الانجليزية بكل ما يحتويه ذلك من متعة ورفاهية.
لا تكلف هذه الطريقة اي التزامات مالية، كما يستطيع الطالب ان يتعلم اللغة الانجليزية من خلال الافلام المذكورة في الوقت الذي يراه مناسبا وتبعا لظروفه الخاصة.
الاصغاء الى المنوعات الصوتية الانجليزية:
لتعلم اللغة الانجليزية، قد تساعد هذه الطريقة في حفظ العديد من المفردات والجمل وذلك بسبب ارتباطها ببعدها السمعي والوجداني، مما يجعل مسألة حفظ المفردات امراً سهلا خصوصا مع عملية التكرار، مع ملاحظة التباين بين اللهجتين الامريكية والبريطانية، وليس من الضروري معرفة جميع المفردات من المرة الاولى، بل يكفي في هذه المرحلة التعوّد على لفظ الكلمة او الاصغاء الى طريقة لفظها في اللهجة التي يتم بها اداء الاغنية.
برامج تعليم اللغة الانجليزية في الاذاعة:
لتعلم اللغة الانجليزية نشير إلى أن هيئة الاذاعة البريطانية تبث برامجاً إذاعية لتعليم اللغة الانجليزية باسلوب شيق وممتع، وتتنوع البرامج لتشمل مستويات مختلفة سواء المستوى الابتدائي او المتوسط او المتقدم، وتتم اعادة هذه البرامج ضمن مواعيد ثابتة منذ سنوات طويلة، ويمكن لمن يتابع هذه البرامج ان يحصل على الفائدة المرجوه، خاصة وان هذه الطريقة تتمتع بقدرة فائقة على مخاطبة الطلاب بمختلف مستوياتهم وثقافاتهم. وتحاول بعض الاذاعات العربية والمحلية انتهاج نفس الاسلوب، وهي محاولات تستحق التشجيع والتقدير.
المقابلات:
ُتجري المحطات الفضائية مقابلات مع مسؤولين سياسيين واعلاميين وثقافيين واجتماعيين، ومن الشيق والمفيد متابعة هذه المقابلات، سواء أكانت مع مسؤولين ناطقين باللغة الانجليزية، او مسؤولين عرب يتحدثون الانجليزية، وحتى لو كانت هذه المقابلات باللغة العربية ولكنها مترجمة للغة الانجليزية.
كما تتضمن جلسات الحوار التلفزيونية مفردات كثيرة تستحق المتابعة والدراسة لتعلم اللغة الانجليزية، بالاضافة الى صياغة الجمل باللغة الانجليزية، فضلاً عما تحتويه من قدرات كبيرة على تنمية الحس بالثقافة الغربية والعقلية الغربية وطريقة التعامل معها.
افلام الكرتون:
كثيرة هي البرامج الكرتونية التي تستخدم اللغة الانجليزية، سواء الرسوم الكرتونية للاطفال او الرسوم الكرتونية التي تعرض قصصا دينية او ما شابهها، إذ عادة ما تقدم هذه البرامج مفردات متميزة كثيرا ما نحتاج اليها عند الحديث في الامور الدينية مع الناطقين باللغة الانجليزية.
المراسلة:
تعتبر المراسلة من وسائل تعلم اللغة الانجليزية ايضا لارتباطها بعنصر الرغبة والاهتمام بالتواصل مع الاخر الذي لا يتكلم اللغة العربية، ونظراً لرغبتنا في المحافظة على دوام التواصل مع هذا الاخر، نلجأ عادة الى كتابة الرسائل للاجانب الذين نتعرف عليهم، ولأننا في حاجة كبيرة للبقاء على اتصال معهم، فاننا نلجأ عادة الى كتابة الرسائل التي نتوسع في كتابتها مع الايام.
لنتطرق الى مواضيع مختلفة لتعلم اللغة الانجليزية تحتاج الى رصيد اكبر من المفردات التي تتعلق بتاريخ بلادنا وظروفها وثقافتها ودينها، الامر الذي يترتب عليه استنهاض رغبة الطالب بالتعرف على المزيد من المفردات الانجليزية، وبالتالي تصبح هذه المفردات الجديدة التي جمعها الطالب لكتابة رسالته بشكل عفوي جزءاً من رصيده اللغوي من المفردات الانجليزية.
غرف المحادثة Chat Rooms:
لغرف المحادثة Chat Rooms أهمية كبيرة في تعلم اللغة الانجليزية، فهي تقدم فرصة كبيرة للطالب العربي للقاء اشخاص اجانب يتحدثون اللغة الانجليزية باعتبارها لغتهم الام.
ويساعدنا ذلك على التواصل اللغوي والثقافي مع الآخر، ويزود الطالب باساليب مبسطة لتركيب الجمل واستعمال المفردات، كما تقدم فرصة جيدة للطالب للاستفسار والتعرف على اي مفردة يريدها من مصدر يعتبر اللغة الانجليزية لغته الاولى، مما يصلب لغتنا الانجليزية نظراً لتواصلها الدائم مع الطرف الناطق باللغة الانجليزية، مع ضرورة التفريق بين التحادث مع الناطقين باللغة الانجليزية والتحادث مع العرب بالحروف الانجليزية.
النشاطات الدولية:
تزودنا المشاركة في لقاء الزوار الاجانب للوطن بفرصة للتعرف على مستوى لغتنا الانجليزية، وبالتالي تستفز فينا مخزوننا ورصيدنا من المفردات اللغوية الانجليزية.
ويدفعنا ذلك الى الاسراع في تعلم اللغة الانجليزية، كما ان للقاء هؤلاء الاجانب الناطقين باللغة الانجليزية اهمية كبيرة في تعليمنا المزيد من الكلمات والمفردات والجمل واللهجات الانجليزية المختلفة، فضلا عما يرافق ذلك من تبادل ثقافي وفكري واجتماعي، وتلعب ممارسة اللغة دوراً مهماً في الانطلاق من المفهوم النظري الى التطبيق العملي لما قمنا بتحصيله من مفردات خلال سنوات التعلم الماضية.
المسلسلات المترجمة:
تتضمن متابعة المسلسلات العربية المترجمة الى اللغة الانجليزية الكثير من المعاني والمفردات التي نحتاج لاستعمالها في حياتنا اليومية، وكذلك هو الحال بشأن المسلسلات الامريكية المترجمة للعربية.
برامج تعليم اللغة الانجليزية عبر الفضائيات
كما ُينصح بالاهتمام بمشاهدة برامج تعلم اللغة الانجليزية التي تبثها الفضائيات العربية وخاصة القناة التعليمية المصرية، والتي تمثل خطوة مشجعة في الاتجاه الصحيح، إذ تتمتع بقوة التأثير والتعليم الحر والاستعانة بالوسائط المساندة.
وأخيراً، فمن الضروري ان يقوم الطالب بالتعرف على جذور المفردة وصيغها الصرفية التي يتعرف عليها لتعلم اللغة الانجليزية، وان يقوم بتحليلها ان امكن، وذلك كي تصبح هذه المفردة جزءً من مخزونه الثقافي، وبالتالي لن ينساها، وذلك لانه عانى في سبيل التعرف عليها، واحيانا البحث عن معناها، لتصبح لاحقاً عصيةً على النسيان.
وننصح الطالب ان لا يضغط على نفسه لحفظ المفردة فور استماعه لها من المرة الاولى، بل من الافضل ان يستمع اليها ويتعرف عليها دون ان يضع في اعتباره ضرورة حفظها فورا، وبذلك يستطيع التعلم دون ضغوط الحفظ التقليدي لتعلم اللغة الانجليزية.
كل ما سبق، بالاضافة الى الاساليب المنهجية في تعليم وتعلم اللغة الانجليزية، طرق تساهم في تطوير وتحسين مستوى الاداء اللغوي للطالب وصولاً الى تمكينه من التفكير باللغة الانجليزية ومخاطبة ذاته بها أيضاً.
القاموس الالكتروني:
واخيراً، يمكننا اعتبار القاموس الالكتروني من الوسائط المساندة في تعلم اللغة، إذ يزودنا بكمية كبيرة من المفردات ضمن الصيغ الصرفية المتعددة ومرادفاتها، حيث يضع بين ايدينا الكلمة ومعانيها باللغة العربية بسرعة كبيرة.
كما يقوم ايضا بلفظ ونطق هذه المفردة مما يساعدنا ويعرفنا على كيفية التلفظ بها لتعلم اللغة الانجليزية، ومن الممتع التجول بين الكلمات عبر هذا القاموس الشيّق، بالاضافة الى قدرته على تعريفنا على أكبر عدد ممكن من المفردات ومعانيها بسرعة كبيرة وسهولة ويسر، وتتوافر في الاسواق انواع مختلفة لهذه القواميس التي يمكن حملها في الجيب، كما تتوافر على اقراص مدمجة اضافة الى وجودها بشكل دائم ومجاني على شبكة الانترنت.