random
آخر التقارير

داء باركنسون والعلاج - الشلل الرعاش


باركينسون الشلل الرعاش

هو مرض يظهر بصورة تدريجية. ويبدا، غالبا، برجفة تكاد تكون غير محسوسة وغير مرئية في احدى اليدين. وبينما يعتبر ظهور الرجفة السمة المميزة الاكثر وضوحا لمرض باركنسون، تؤدي المتلازمة بشكل عام الى ابطاء او تجميد، الحركة ايضا. ويستطيع الاصدقاء وافراد العائلة ملاحظة الجمود في ملامح الوجه العاجزة عن التعبير وعدم تحرك الذراعين في جانبي الجسم عند المشي. كما يصبح الكلام، غالبا، اكثر رخاوة تتخلله التمتمة. وتزداد اعراض مرض باركنسون سوءا كلما تقدم المرض اكثر.

وعلى الرغم من عدم امكانية الشفاء من مرض الباركنسون، الا ان الانواع العديدة من الادوية من اجل علاج الباركنسون يمكن ان تساعد في التخفيف من حدة الاعراض. وقد تستدعي الحاجة، في حالات معينة، اللجوء الى علاجات جراحية.

أعراض مرض باركنسون

تختلف الاعراض التي تصاحب مرض باركنسون من شخص الى اخر. وقد تكون الاعراض الاولية ضمنية فحسب، دون ان يكون بالامكان ملاحظتها طوال اشهر عديدة، بل وحتى سنوات عديدة. تبدا الاعراض بالظهور، اولا، في جانب واحد من الجسم، وتكون على الدوام اكثر حدة وخطورة في هذا الجانب نفسه، في المستقبل.

  • وتشمل اعراض داء باركنسون:


الارتعاش / الارتجاف: الرجفة (الرعشة) المميزة التي تصاحب داء الباركنسون تبدا غالبا في احدى اليدين. وهي تظهر على شكل فرك اصبع الابهام باصبع السبابة بحركة متواترة، الى الامام والى الخلف، تسمى ايضا " رعاش دحرجة الحبة" (او: رعاش لف الاقراص - Pill - rolling tremor). وهذا هو العرض الاكثر انتشارا. ولكن، لدى نسبة كبيرة من مرضى الباركنسون لا تظهر رجفة قوية يمكن ملاحظتها.

بطء الحركة (Bradykinesia): قد يحد داء باركنسون، مع الوقت، من قدرة المريض على تنفيذ الحركات والاعمال الارادية، الامر الذي قد يجعل الفعاليات اليومية الاكثر سهولة وبساطة مهمات معقدة وتحتاج الى فترة زمنية اطول. وعند المشي، قد تصبح خطوات المريض اقصر ومتثاقلة، يجر قدميه جرا، او قد تتجمد القدمان في مكانهما، الامر الذي يجعل من الصعب عليه البدء بالخطوة الاولى.

الصمل العضلي (تيبس العضلات ـ Muscular rigidity): يظهر الصمل العضلي، غالبا، في الاطراف وفي منطقة القفا (مؤخرة الرقبة). وقد يكون الصمل، احيانا، شديدا جدا الى حد انه يقيد مجال الحركة ويكون مصحوبا بالام شديدة.

القامة غير المنتصبة وانعدام التوازن: قد تصبح قامة مريض الباركنسون محدبة، من جراء المرض. كما قد يعاني من انعدام التوازن، وهو عرض شائع لدى مرضى باركنسون، رغم انه يكون معتدلا، بشكل عام، حتى المراحل الاكثر تقدما من المرض.

 
فقد الحركة اللاارادية: طرف العين (Blinking) : الابتسام وتحريك اليدين عند المشي - هي حركات لاارادية، وهي جزء لا يتجزا من كون الانسان انسانا. ولكن هذه الحركات تظهر لدى مرضى الباركنسون بوتيرة اقل، بل انها تختفي على الاطلاق في بعض الاحيان. وقد يكون بعض مرضى الباركنسون ذوي نظرة متجمدة، دون القدرة على الرمش، بينما قد يظهر اخرون دون اية حركات تعبيرية او قد يبدون، ويسمعون، متصنعين (مصطنعين) عندما يتحدثون.

تغيرات في الكلام: القسم الاكبر من مرضى الباركنسون يعانون من صعوبة في التكلم. قد يصبح كلام مريض الباركنسون اكثر ليونة، احادي الوتيرة، احادي النبرة، وقد "يبتلع" جزءا من الكلمات بين الفينة والاخرى او قد يكرر كلمات قالها من قبل، او قد يصبح مترددا عندما يريد الكلام.

الخرف (Dementia): في مراحل المرض المتقدمة يعاني بعض مرضى الباركنسون من مشاكل في الذاكرة ويفقدون، بشكل جزئي، صفاءهم الذهني. وفي هذا المجال، قد تساعد الادوية المستخدمة لمعالجة داء الزهايمر (Alzheimer's Disease) على تقليص بعض هذه الاعراض الى درجة اكثر اعتدالا.

عوامل خطر مرض باركنسون وطرق العلاج

الغالبية الساحقة من اعراض مرض الباركنسون تنتج عن نقص في ناقل كيميائي في الدماغ يسمى دوبامين (Dopamine). هذا الامر يحصل عندما تموت، او تضمر، خلايا معينة في الدماغ هي المسؤولة عن انتاج الدوبامين. الا ان الباحثين لا يعرفون بشكل مؤكد وقاطع، حتى الان، العامل الاول والاساسي الذي يسبب هذه السلسلة من العمليات. ويرى بعض الباحثين ان للتغييرات الجينية، او للسموم البيئية، تاثيرا على ظهور داء الباركنسون.

رد الفعل الاولي على تلقي خبر الاصابة بمرض الباركنسون قد يكون حادا، دراماتيكيا وصعبا. ولكن، مع مرور الوقت، يقلص تناول الادوية من الاعراض بحيث تصبح هذه قيد السيطرة، بدرجة مرضية. ويمكن ان يوصي الطبيب المعالج المريض باجراء تغييرات في نمط حياته اليومي، مثل: اعتماد المعالجة الفيزيائية (العلاج الطبيعي - Physiotherapy)، التغذية السليمة الصحية وممارسة النشاط الجسماني، اضافة الى تناول الادوية. وفي حالات معينة، يمكن ان تكون المعالجة الجراحية ذات فائدة.

العلاجات الطبيعية / الفيزيائية (Physiotherapy)


  • العملية الجراحية:


عملية التحفيز العميق داخل الدماغ (DeepBrainStimulation - DBS) هي العملية الجراحية الاكثر انتشارا لمعالجة داء الباركنسون. تشمل العملية الجراحية زراعة موصل كهربائي (مسرى كهربي - Electrode) في عمق المناطق الدماغية المسؤولة عن حركات الجسم.

درجة التحفيز الكهربائي التي يتم نقلها عبر هذه الموصلات تتم مراقبتها بواسطة جهاز شبيه بالناظمة الاصطناعية (منظم دقات القلب ـ Artificial pacemaker) التي تتم زراعتها تحت سطح الجلد في اعلى الصدر. يتم ادخال سلك موصل وتمريره تحت سطح الجلد ليتصل بالجهاز، الذي يسمى "مولد النبض"، في الطرف الاول، وبالموصل الكهربائي (المسرى الكهربي) في الطرف الاخر.

يتم اللجوء الى هذه العملية الجراحية، غالبا، لدى الاشخاص الموجودين في مراحل متقدمة جدا من مرض الباركنسون، الذين لا تستقر حالتهم، حتى بعد تناول دواء الليفودوبا.

ومن الممكن ان يساعد هذا الاجراء العلاجي في تحقيق استقرار/ ثبات في الجرعات الدوائية وفي تقليص الحركات اللاارادية (خلل الحركة - dyskinesia). لكن هذه العملية الجراحية غير مجدية في معالجة الخرف، بل قد تؤدي حتى الى تفاقم الوضع وازدياده سوءا.
google-playkhamsatmostaqltradent