الكيمياء هو علم مختصّ بدراسة تركيب المادّة، والخواصّ والتغييرات المختلفة التي تطرأ على المادّة، في حال حدوث تفاعلات كيميائيّة، أو تغييرات في الطاقة. من هنا نعرف بأنّ كلّ مكوّنات هذا الكون، تدرس بوساطة علم الكيمياء، فالأجسام البشريّة على سبيل المثال، عبارة عن مصنع كيميائيّ، تحدث فيه العديد من التفاعلات مع كلّ نفَس أو
حركة، كما أنّ هذه التفاعلات تدخل في جميع ميادين الحياة كالغذاء، والكساء، ووسائل المواصلات المختلفة.
حركة، كما أنّ هذه التفاعلات تدخل في جميع ميادين الحياة كالغذاء، والكساء، ووسائل المواصلات المختلفة.
الكيمياء كما ذكر بعض المؤرخين، مشتقة من كلمة السيمياء أو الكيميا، والتي تدلّ على علم الكيمياء وممارسته، وتقسم مراحل تطوّر هذا العلم إلى عدد من المراحل، ألخّصها فيما سيأتي:
قبل الميلاد حيث ارتبط هذا العلم بصناعة بعض الأدوات، على وجه الخصوص بعد اكتشاف المعادن، وما تظهره الشواهد الأثريّة بأنّ الإنسان القديم قد مارس هذا العلم بالعديد من الطرق، خاصّةً بعد اكتشافه النار، والعمل على استخدامها لطهو الطعام، فكانت بذلك أول عمليّة كيميائيّة أجراها الإنسان.
تشير الدلائل أيضاً إلى أن الإنسان القديم قد مارس الطب بطرقٍ بدائيّة، وهذا دليل على تحضيره لبعض الأدوية والمراهم التي قام باستخلاصها من الأعشاب.
من العمليات الكيميائيّة الأولى التي أجراها الإنسان، صناعته للأدوات الفخاريّة والتي تتخذ شكلها النهائيّ بعد تعريض مادّة الصلصال للشمس، وتعدّ هذه العمليّة كيميائيّة.
في الألفية السادسة قبل الميلاد تمّت صناعة الأدوات النحاسيّة، كالحراب، والأدوات الزراعيّة، وتمكّن الإنسان لاحقاً من اكتشاف المزيد من العناصر كالفضة والذهب، حيث أدخل تلك العناصر في صناعة أدوات الزينة.
في الألفيه الثالثة قبل الميلاد، اكتسب صنّاع الفلزات خبرات ومهارات واسعة ساعدتهم على تمييز الخامات أثناء تعريض تلك الفلزّات للحرارة، وتمكّن السومريّون من خلط معدن النحاس بالقصدير ليتشكل البرونز، والذي يتميز بصلابته، واستخدم البرونز في صناعة أدوات الزراعة والأسلحة التي تدوم لفتراتٍ طويلة، ولهذا تم إطلاق اسم العصر البرونزيّ على عصرهم.
وفي الفترة ذاتها تمّ اكتشاف الحديد من قبل المصرييّن القدماء، وأطلق عليه فلز السماء، وتعود التسميّة لأنّ أوّل عيّنات تمّ الحصول عليها من هذه المادّة أخذت من نيزك، وتمكّن العلماء الهندوس في تلك الفترة من تحضير الحديد الصلب أو المكربن،وأيضا خلال تلك الفترة تمّ اكتشاف الصباغ، والتي استخدمت في صناعة الملابس، وأيضا تمكن المصريّون القدماء من اكتشاف الزجاج.
أمّا الإغريق أوّل من بدأوا بفكرة وحدة بناء المادة عام 600 ق.م، حيث اعتقد طاليس أحد فلاسفة الإغريق، بأنّ الماء هو المادّة الأساسيّة الخام لكلّ ما هو متواجد في الطبيعة، ومن ثمّ ظهرت نظريّة العناصر الأربعة وهي التراب، والماء، والنار، والهواء، على يد فلاسفة أثينا، والذين قد توصلّوا إلى الإعتقاد بأنّ تلك العناصرهي أساس كلّ شيء، وسادت تلك الفكرة حتّى نهاية القرن الثامن عشر للميلاد.
لكن الإغريق قد طرحوا فكرة تكون المادة من وحدات صغيرة للغاية أطلقوا عليها اسم ذرات، وهي غير قابلة للفناء.
الكيمياء والطبّ ارتبط في هذه المرحلة علم الكيمياء بالطبّ، وذلك من خلال استخدام هذا العلم في تحضير الأدوية والعقاقير الطبيّة، حيث كان الطبّ هو الحافز لتطور هذا العلم، وبرز دور الهنود والصينييّن في تطوّر علم الكيمياء.
المسلمون والكيمياء وارتبطت بظهور المنهج التجريبيّ على يد العرب والمسلمين، وأشار عددٌ كبيرٌ من المؤرخين إلا أنّ القرن التاسع عشر يعدّ العصر الذهبيّ للحضارة الإسلاميّة، وذلك لفضل علماء المسلمين في وضع أسس الكثير من العلوم، وعلى رأسها علم الكيمياء، وذلك عن طريق ترجمة علوم الأمم السابقة وتصحيحها والإضافة عليها، ويعود الفضل لهم في استخدام الملاحظة الدقيقة، وإجراء التجارب للوصول لتفسيرات ترتكز على أسس ومباديء علميّة.