أصيبت الطفلة الأمريكية كيتلين جونسون، 7 أعوام، بسرطان الدم الليمفاوي الحاد "لوكيميا" منذ كان عمرها 8 أشهر فقط، وظلت في محاولات للعلاج من هذا المرض المدمر، وصارت حياتها تتمحور حول زياراتها للمستشفى أو زيارات الأطباء لها في المنزل.
ويعد سرطان الدم الليمفاوي الحاد هو الأكثر شيوعا بين الأطفال الصغار، ويمثل ربع حالات الإصابة بالسرطان لدى الأطفال، ويمكن علاجه بالكيماوي بالنسبة لـ85% إلى 90% من الأطفال المصابين به، لكنه إذا عاد مرة أخرى يكون قاتلا.
وفي حالة الطفلة كيتلين، فبعد 3 أعوام من بدء علاجها، وجد الأطباء في جامعة تكساس، حيث تنتمي الطفلة، أن السرطان لديها لا يمكن السيطرة عليه، وحينها عرضوا على والدتها ماندي، التي تعمل في مجال طب الأسنان، خيارا جذريا جديدا، بأن تسمح لابنتها أن تكون موضوع اختبار في تجربة لعلاج تجريبي جديد يعمل على تدريب الجهاز المناعي للمريض كي يتعرف على الخلايا السرطانية ويدمرها بنفس الطريقة التي يعمل بها الجهاز المناعي ضد البكتريا والفيروسات.
وافق الأب والأم وسافرا بالطفلة إلى مستشفى الأطفال في فلاديلفيا، عام 2015، وبقيا لمدة 8 أسابيع مرت خلالها الطفلة كيتلين بالعديد من الاختبارات، وبعدها اختفى السرطان من دمها تماما، وأجرى الأطباء العديد من الاختبارات الأخرى، بما فيها ذلك الاختبار الذي يكتشف الخلية السرطانية بنسبة واحدة في المليون، لكن لم يتم الكشف عن أي خلايا خبيثة كامنة في دماء كيتلين.
يقول الدكتور دافيد بورتر، أستاذ الدم وزراعة النخاع بجامعة بنسلفانيا
إن ما أنقذ الطفلة كيتلين كان زراعة خلاياها المناعية الخاصة التي تم تعديلها وراثيا لتدمير سرطان الدم عندها.
ويفتح هذا بابا وأملا لمرضى السرطان وللأطباء في النجاح على القضاء على هذا المرض، حيث إن مع الخلايا المناعية المهندسة وراثيا والتي استخدمت في حالة كيتلين يمكن للأطباء السيطرة على السرطان وإصابته بالشلل باستهدافه بشكل أكثر دقة من الجراحة والعلاج الكيماوي والإشعاع، وذلك أكثر من وقت مضى.
الآن تستعد كيتلين جونسون للذهاب إلى أول معسكر صيفي لها، متطلعة إلى تكوين أصدقاء جدد وقدرتها على ركوب الخيل والسباحة، بعد أن كانت تخرج من منزلها فقط للعيادات والمستشفيات وزيارة الأطباء.