random
آخر التقارير

بكتيريا الجمرة الخبيثة (الأنتراكس)

بكتريا الجمرة الخبيثة إيجابية الغرام في عينة السائل النخاعي.

ماهي الجمرة الخبيثة


الجمرة الخبيثة ٲو ٲنثراكس هو مرض حاد تسببه بكتيريا الجمرة الخبيثة. يصيب كلا من البشر والحيوانات. أكثر أشكال المرض قاتلة بدرجة عالية. توجد لقاحات فعالة ضد مرض الجمرة الخبيثة، وبعض أشكال هذا المرض يستجيب بشكل جيد للعلاج بالمضادات الحيوية.


مثل باقي العصيات، يمكن لبكتيريا الجمرة الخبيثة تشكيل بكتيريا كامنة قادرة على البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية للغاية لفترات طويلة من الزمن.


هذه الجراثيم يمكن أن تكون موجودة في جميع القارات، وحتى القطب الجنوبي. عندما يتم استنشاق الجراثيم أو بلعها أو تتلامس مع الجروح الجلدية للمضيف قد تنشط وتتكاثر بسرعة.


تصيب الجمرة الخبيثة عامة الثدييات آكلة الأعشاب البرية والمستأنسة، التي تتناول طعاما أو تستنشق الجراثيم أثناء الرعي. وقد تصاب الحيوانات آكلة اللحوم التي تعيش في نفس البيئة بالعدوى عن طريق افتراس الحيوانات المصابة. ويمكن ان تنقل الحيوانات المريضة الجمرة الخبيثة إلى البشر، إما عن طريق الاتصال المباشر (مثل تلامس الدم المصاب بالجلد المفتوح) أو أكل لحم الحيوانات المريضة.


طرق العدوى


الجمرة الخبيثة في المختبر وتستخدم كسلاح بيولوجي
المسح الإلكتروني micrograph يظهر التهاب الطحال من أنسجة قرد بالجمرة الخبيثة؛ تظهر على شكل عصيات صفراء

ويمكن أن تنتج جراثيم الجمرة الخبيثة في المختبر وتستخدم كسلاح بيولوجي . لا تنتشر الجمرة الخبيثة مباشرة من الحيوانات المصابة أو من شخص إلى آخر، بل تنتشر عن طريق الجراثيم.


ينتقل مرض الجمرة الخبيثة عبر الاستنشاق أو اللمس أو ابتلاع البكتيريا. وفي الأحوال الثلاث تدخل بكتيريا "باسيلوس إنتراسيس" الجسم وتبحث عن مكان مناسب للنمو، عندئذ تنتج الجرثومة أنواعا من التوكسين تؤدي إلى الوفاة إذا لم يعالج المصاب بالمضادات الحيوية قبل فوات الأوان.

 

ويشكل الاستنشاق الطريقة الأساسية للإصابة بمرض الجمرة الخبيثة كسلاح جرثومي بسبب سهولة انتشار الجراثيم ووصولها إلى القنوات التنفسية كي تطلق العناصر المرضية. ويتمتع المرض بصورته التنفسية بأطول فترة كمون قد تصل إلى 60 يوما حسب دراسة أجراها خبراء في مرض الجمرة الخبيثة نشرت عام 1999 في مجلة "جورنال أوف ذي أميركان ميديكال أسوشياشن".


أما العدوى باللمس فهي الأكثر انتشارا في العالم لأن الإنسان طالما أصيب بها تاريخيا من خلال الاحتكاك بالماشية المصابة، ولكن إذا كان الأمر عملا إجراميا يمسي احتمال العدوى باللمس ضئيلا جدا لأنه يتطلب احتكاك الجراثيم بجرح أو خدش يكون عادة على اليد أو الذراع بما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى. أما فترة الكمون عند الإصابة باللمس فهي أقصر من انتقال المرض عبر الاستنشاق ولا تتعدى 12 يوما حسب الخبراء.


أما طريقة العدوى الأخيرة فهي عبر الهضم بعد ابتلاع البكتيريا في اللحوم أو غيرها من الأطعمة، ويصعب ربط هذا النوع من العدوى بعمل إجرامي ولا يمكن حدوثه في حال هجوم إرهابي جرثومي. وتشكل جزيئات البكتيريا العنصر الأساسي في اختيار الأسلحة الجرثومية لأنها تقاوم التلف وتستطيع أن تبقى حية عقودا من الزمن عند حفظها في مكان جاف وبعيد عن الضوء.



شبح الحرب البيولوجية


اختبرت الجمرة الخبيثة لأول مرة كسلاح بيولوجي من الوحدة 731 من الجيش الياباني في منشوريا خلال ثلاثينات القرن العشرين، تضمنت بعض من هذه الاختبارات نقل العدوى المتعمدة للأسرى الحرب، وقتل الآلاف منهم.


سميت الجمرة الخبيثة، في ذلك الوقت بالعامل N، كما تم التحقيق من قبل الحلفاء في الأربعينات. اختبر الجيش البريطاني أسلحة الجمرة الخبيثة التجريبية على الجزيرة الواقعة قبالة الساحل الشمالي الغربي لاسكتلندا، في عام 1943.


كولن باول يحمل أنبوب لمرض الجمرة الخبيثة خلال تقديمه لعرضه على مجلس الأمن بالأمم المتحدة



الجمرة الخبيثة تهاجم العالم


لم تكترث الإدارة الأميركية كثيرا عندما أعلن وزير الصحة تومي طومسون ظهور أول إصابة بمرض الجمرة الخبيثة في مستشفى بولاية فلوريدا في الخامس من أكتوبر الأول عام 2001 واعتبرتها حادثة منفردة. بيد أن أول وفاة بنفس المرض في التاسع من نفس الشهر في فلوريدا واشتباها بوجود إصابة ثالثة في ولاية فيرجينيا أثار مخاوف الإدارة الأميركية والرأي العام الأميركي من احتمال تعرض بلادهم لهجمات بيولوجية ربما تفوق في خطورتها هجمات 11 سبتمبر.


وبدأت أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن مع تزايد المخاوف من أن يكون بن لادن قد حصل على أسلحة كيمياوية وجرثومية. ولم يسلم العراق أيضا من الاتهام خاصة وبحسب تقارير لجان التفتيش الدولية أنه أنتج الأنثراكس أو بكتيريا الجمرة الخبيثة عام 1995.


مع تزايد الإصابات بمرض الجمرة الخبيثة, وتزايد عدد قتلاه, تتزايد المخاوف الأميركية والدولية, ويسود العالم الذعر من المجهول الآتي. وكثفت أميركا والكثير من دول العالم إجراءاتها الأمنية ومراقبة البريد وزيادة نطاق التحقيقات في محاولة للتوصل إلى سبب ومصدر انتشار هذا المرض رغم القضاء عليه في أميركا منذ حوالي عشرين عاما.

google-playkhamsatmostaqltradent